« نعم، نستطيع التغلب على أزمة اللاجئين! ولكن كيف سيكون مستقبل ألمانيا في غضون العشر سنوات القادمة»
كان ذلك عنوان المحاضرة التي أقيمت بمدرج Aasee والذي امتلأ عن آخره حيث شارك ثلاثة علماء اجتماع بارزين بناء على دعوة من كلية علم الاجتماع بمونستر في إطار فعاليات « أسبوع ضد العنصرية»
وهم البروفيسور أرمين ناصحي من ميونيخ الذي درس سابقا في مونستر، أستاذ ماركوس ريجر-لاديش من توبنغن والأستاذ علاء الدين المفعلاني من كلية مونستر. كـانوا جميعا على ثقة أنه من الممكن استيعاب وتحمل قضية اللاجئين. ولكن بشرط تصحيح المسار السياسي لطريقة التعامل مع إشكالية اللاجئين حيث ركزوا على ضرورة إنشاء وزارة للاندماج ليتمكن المجتمع الألماني من تقبل فكرة أن ألمانيا بلد هجرة ولابد من فتح نقاش في جميع مجالات الهجرة.
نعم، نستطيع التغلب على أزمة اللاجئين.
وقد أكد الأستاذ علاء الدين المفعلاني على الخصائص الإيجابية للاجئين:
« بشكل عام، القادمون الجدد أغلبهم من الشباب القادرين على العمل.» فرصة لا تعوض للمجتمع الألماني، لأنه على المدى الطويل من الصعوبة بمكان، حتى مع قانون الهجرة الجديد، جلب المهاجرين المثاليين المتعلمين والأقرب ثقافيا ودينيا للمجتمعات الغربية. لأن كل المجتمعات المحيطة جغرافيا بأوروبا تعيش شيخوخة عكس المجتمعات الإفريقية والإسلامية .
ومن بين العشر دول الأكثر تقدما تسعة بلدان تسمح بالهجرة، والتي ساهمت بفضل التركيبة السكانية الشابة في الدفع بتطور هذه المجتمعات.
وقال البروفيسور أرمين ناصحي الايراني الأصل، بأن ألمانيا باعتبارها دولة قوية اقتصاديا في أوروبا، فإن أزمة اللاجئين عموما ليست أزمة غير قابلة للحل – على الرغم من مشاكل تكيف البيروقراطية مع الوضع الراهن. كما امتدح أسلوب منطقة بفاريا في في ادماج اللاجئين. وأضاف البروفيسور أرمين ناصحي أن ألمانيا بحكم الأمر الواقع كانت ولسنوات عديدة بلد الهجرة، « حتى لو كان الكفثير يحاولون تجنب التحدث عن ذلك.»
وقد أكد عميد الجامعة السيد ستيفان بارث أن أكثر من يعمل بالتزام في هذا المجال هم الأخصائيون الاجتماعيون حيث تكاثر عليهم الطلب في الآونة الأخيرة. كما تطرق للعديد من المشاريع التي من شأنها أن تمهد الطريق لولوج اللاجئين المعاهد الجامعية المتخصصة في مونستر.
لم تتقبل ألمانيا حتى الآونة الاخيرة كونها بلد هجرة وكان ساستها لا يتجرأون حتى على النطق بأن ألمانيا بلد هجرة لكن الوقت حان ليتخذ كل السياسيين من مختلف الأطياف الحزبية موقفا من هذه المسألة: « من يسمح له بالقدوم إلى ألمانيا ومن لا يسمح له بذلك.»
كما حذر ماركوس ريجر-لاديش من عودة تجليات مظاهر العنصرية – عبر امتعاض وخيبة أمل الطبقة الوسطى للمجتمع الألماني.
فبالنسبة لكثير من الشباب فإن أوروبا هي مجرد مفهوم آخر للأزمة، لما سببته الأزمة المالية الأخيرة من تجارب مؤلمة في حياتهم.
«نحن بحاجة إلى تحديث إيجابي لأوروبا».
خلاصة الخبراء.
هناك الكثير مما يوحي بأن مشكلة اللاجئين في ألمانيا سوف يتم استيعابها والتغلب عليها في العشر سنوات القادمة بشرط تصحيح المسار السياسي لطريقة الإدماج.