
للجاليات الإسلامية في ألمانيا مشكلات كثيرة أخرى، يتطلب حلها إعمال العقل واستخدام العلم والاجتهاد والتجديد والقدرات الخلاقة، واستيعاب معطيات العصر. من أبرز تلك المشكلات:
1. مشكلة اللغة بصفتها أداة التواصل مع المجتمع الألماني، فإجادة الألمانية شرط أساسي لذلك التواصل.
2. مشكلة اللغات الأمّ التي يؤدي ضياعها إلى فقدان الهوية الثقافية.
3. مشكلة العلاقة بالآخـر الديني، فألمانيا بلد ذو هوية ثقافية مسيحية، فكيف يتعامل المسلم معها؟ هل يعتبر المسيحيين كفارا يجب عليه أن يقاطعهم وألا يهنّئهم في أعيادهم (ولا سيما عيد الميلاد)، أم يحترم معتقداتهم ويحاورهم حوار الندّ للندّ ؟
4. الدولة الألمانية دولة علمانية (محايدة دينيا) ديموقراطية، فهل يعتبر المسلم الديموقراطية كفراً، وأنّ هذه الدولة كافرة وعليه أن يحاربها؟
5. في المجتمع الألماني مساواة بين الأنواع الاجتماعية (الجندر) في الحقوق والواجبات، فهل يعترف المسلم بذلك ، أم يتمسك بحقه في أن يهمّش االمرأة وأن يضربها حتى تطيعه؟
هذه مشكلات أساسية يجب التعامل معها بعقلية متنورة منفتحة، بعيدا عن الانغلاق والتزمت، وذلك انطلاقا من مصلحة الجماعة ومن متطلبات العصر، وعندما تتمكن الجاليات الإسلامية في ألمانيا من ذلك سيكون بوسعها أن تلعب دورا إيجابيا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لهذا البلد، وستحقق التفاعل المنتج (ولا أقول الاندماج) مع الأكثرية غير المسلمة في ، مما يفتح أمامها آفاقا مستقبلية رحبة، في بلاد يتوافـر لمواطنيها الكثير من الفرص.
الصورة: Makunin-CC0-Public-Domain Pixabay.com