يعاني ما يقرب من نصف اللاجئين الذين يأتون إلينا من مشاكل نفسية شديدة، وهذا ليس مستغربا. من منا يمكنه أن يستوعب دون مشاكل ما خلفته الحرب من رؤية القتلى عموما والقتلى الأقارب على وجه الخصوص، وتجارب التعذيب أو معايشة الهروب؟ ورغم وصولهم إلينا هنا فإن العناء النفسي لا يتوقف. ويعاني بشكل خاص الأشخاص الذين اضطروا للفرار دون عائلة كما قال أحد اللاجئين: ” في الليلة التي سبقت قبل رحيلي، بقي ابني البالغ من العمر أربع سنوات مستيقظا في سريره يبكى … ” هذا مجرد مثال واحد من الآلام النفسية التي تجل عن الوصف والتي يعاني منها الكثير.
ففي عام 2015 كانت لدينا ثقافة الترحيب الكبيرة بألمانيا. وفي عام 2017 وهو عام الانتخابات كانت هناك موجة جديدة من ترحيل أكبر عدد ممكن من الناس على قدر الإمكان. كما تم الاعتراف عام 2015 بحوالي 78 في المئة من جميع اللاجئين الأفغان. وفي عام 2016، على النقيض من ذلك، تم رفض أكثر من النصف. وفي عام 2015 تم الاعتراف بجميع السوريين كلاجئين بما يقرب عن 72 في المئة من اللاجئين الذين حصلوا في عام 2016 على الحماية المؤقتة
وحول الوضع في البلدان التي قدم منها اللاجئون لم يتغير شيء عكس نتائج اللاجئين لتي تزداد يوما بعض يوم .
إن المقابلات التي تجرى في ألمانيا من أجل اتخاذ القرار بشأن الاعتراف باللجوء السياسي “يجب أن تتصف بالمهنية والإنسانية”. هذه الاستجوابات في الواقع و التي تحوي جزءا من التجارب الخطيرة مثل: ان تقول امرأة “صديقتي تعرضت للرجم أو تعذيب شديد على يد طالبان”
هذه الاشياء لا يتم تسجيلها في المحضر, إذا لم تكن سبب للهروب وطلب للجوء. حيث يجب أن يكون هناك ترابط زمني مباشر بين الحدث وزمن الهروب. وبما أن نفسية الإنسان عقب هذه الأحداث لا يؤخذ بها. اذ يتم استخبار الأشخاص الذين يعانون من صدمات نفسية بدون مراعات خلفيتهم النفسية.
سوف تجرى المقابلات في المستقبل من قبل مراكز الوصول مثل: في المطارات. و ستكون خدمات المشورة بوجه عام كمرحلة تحضيرية مستبعدة.
الناس يقاتلون من أجل حياتهم. نحن لا نبني جدران مرئية ، ولكننا أيضا نبني حائطا وغير مرئيا، وأحيانا غير إنساني للغاية.
في عهد هتلر فر الناس من ألمانيا إلى دول الجوار وتم طردهم وبالتالي بعثوا إلى موت محقق. اليوم نحن بلد الناس فيه يتوسلون الينا لأنقاد حياتهم فكيف نتعامل معهم ؟.
نقلا عن جريدة ميندن العربية
Bild: Conti Nadin/MT.de
Zeitung Minden (Arabische Zeitung)