يعتبر موضوع الجنس من المواضيع الحساسة في العالم العربي، إلا أن التربية الجنسية مادة تدرس ضمن المناهج الدراسية الألمانية. فما هو موقف ووجهة نظر الآباء والأمهات بهذه القضية، وماذا تقول الأديان
نص لـ أسماء يوسف
السيدة Anette Courds:
برأيي أنه لا يوجد سبب ديني لرفض تدريس التربية الجنسية في المدارس، أنا فقط لدي مشكلة مع التمييز سواء ضد المرأة أو ضد المثليين، ومهم للأطفال أن يعلموا عن مثل هذه الأمور لانه هناك العديد من الأطفال تربيهم أسر مثلية، وتدريس هذه المادة في هذا العمر ليس مبكرًا بل يمكن أن يكون قبل ذلك بوقت طويل، فمن المهم توعية الاطفال والمراهقين وحمايتهم. كما أن ممارسة الجنس في عمر صغير ليس بهذا السوء الذي يبدو عليه، فيجب الحرص على التوعية بشكل عام حتى لا يحدث حمل وتوعية الفتيات حتى لا يقعن تحت ضغط المجموعات من أصدقائهن، بمعنى أنهن يشعرن أنه حتما عليهن ممارسة الجنس فقط حتى يصبحن كبقية الاصدقاء، مهم للغاية ألا تقع الفتيات تحت وطأة الرغبة في جذب الانتباه فقط.
السيدة Paula Alobied:
أنا أعتبر تدريس التربية الجنسية في المدارس سلاح ذو حدين، فمن ناحية هو هام لتوعية الأطفال حول طبيعة أجسادهم وما يطرأ عليها من تغيير دونما الشعور بالخجل، وتنبيههم ألا يلمسهم أحد وحمايتهم من الاستغلال الجنسي. ولكن من ناحية أخرى أخشى أنه يبدأ مبكرًا جدًا مما قد يؤدي إلى سلب الأطفال براءتهم، كما أنني معترضة على الطريقة الترغيبية التي يدرسون بها المثلية الجنسية، بالطبع لست ضد المثليين لكن لا أحب ترغيب الأطفال في هذا النوع من العلاقات. أعلم أنه من الافضل ان يتعلم الأطفال كيفية ممارسة الجنس، فهذا النوع من التوعية جيد لأبنائي خاصة فيما يتعلق بتفادي الحمل والوقاية من الأمراض الجنسية، ولكن ليستفيدوا منه بعد الزواج فلا أريد لهم علاقات جنسية خارج الزواج. أنا أقبل هذا النوع من التعليم لأنه ضمن النظام التعليمي الألمانيا
السيدة Veronica Koch:
إننا لا نقوم بتوجيه عقول الأطفال فهذا غير قانوني، نحن نقدم لهم التوعية ونعلمهم أنه هناك أناس آخرون في هذا العالم مختلفون وعلينا إحترامهم، ليست مهمتنا إقناعهم بتغيير هويتهم الجنسية، وحدث أن كان هناك أطفال مثليون يعانون من سخرية زملائهم وبعد الشرح والنقاش أظهر الأطفال مزيد من الاحترام تجاه زملاءهم المثليين. هناك أيضًا منظمات تأتي وتشرح حتى لا يخشى الأطفال الحوار مع المدرس. كما تقوم الولاية بتوزيع إرشادات على المدارس، أهمها عدم توجيه آراء الأطفال لصالح فكرة ما، ومراعاة الاختلافات الثقافية. كمان أننا ملزمون بمراسلة الآباء ودعوتهم إلى النقاش قبل البدء في تدريس المنهج. مهمتنا كمعلمين بيولوجي مهمة تعليمية وتوعوية بحتة لا مكان فيها لتحفيز سلوك مسلك ما.
الشيخ Farid Heider:
إنه لأمر غاية في الأهمية توفير هذا النوع من التعليم للأطفال وتوعيتهم لحمايتهم من أي استغلال جنسي، وحتى النوع الآخر من التعليم والمتعلق بممارسة الجنس الآمن فهو هام للمراهقين لتيعلموه، وفيما يتعلق بالمسلمين فإن الإسلام يرى ألا يمارس الرجل والمرأة العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج، لكن إن اختار البعض أن يسلكوا طريقًا آخر فليس لأحد عليهم شيء. أنا ليس لدي شيء ضد المثليين ولا أرفض تضمين الحديث عنهم في المناهج الدراسية فيجب أن يعلم الأطفال عن كل شي، لكنني فقط غير متفق مع الطريقة التي يدرسونها للاطفال، فهي تتخطى مجرد التوعية إلى الترغيب. وهذا رأي بعض رجال الدين وغير رجال الدين من المسيحيين واليهود متخوفين من أن انتشار هذا النوع من العلاقات يمثل خطرًا حقيقيًا على مؤسسة الأسرة، ويرون أن ذلك في غير صالح المجتمع لأنه بهدم الأسرة يتفكك المجتمع ويتلاشى.
السيدة Julia Gerlach:
“نعم إنهم يبدأون التثقيف الجنسي مبكرًا لكن منعه لهذا السبب لن يوقف فضول الأطفال تجاه أجسادهم وأجساد زملاءهم من الجنس الاخر، وبالتالي فمن الأفضل تلقي هذه المعرفة من خلال المدرسة لان المعلومات التي تنتقل بين الاطفال تكون غير دقيقة، كما أن التنشئة الجنسية مهمة لهم كي يكونوا على علاقة بأجسادهم وأن يفخروا بها وليحظوا بحياة جنسية سعيدة في المستقبل.
Chrismon.de
Bilder:Benny Golm