التربية على الحوار في مجتمع متعدد الثقافات

In وجهة نظر

للأسرة وللمساجد في ألمانيا دور مهم في إعداد الشباب وتحضيرهم للعيش في مجتمع يتميز بتنوعه الثقافي. لذا يجب على الآباء بصفتهم أن يكونوا نماذج يقتدي بها أطفالهم.

فالتربية على الحوار ليس فقط لسير مجتمع متسامح ومنفتح وإدماجي، بل كذلك للانسجام الاجتماعي والتفاهم المتبادل والتضامن.
والواقع أن الحوار بين الثقافات يحتاج إلى مطابقة لما أقره مجلس أوروبا من معايير مرتبطة بحقوق الإنسان، ومرتكزة على مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون، والذي يضمن نفس الحقوق والمسؤوليات لجميع الأشخاص مهما كانت آراؤهم وقناعاتهم ودينهم، مع احترم حرية المعتقد والدين.
لقد اصبح الحوار بين الثقافات ضرورة ملحة في وقتنا الراهن، ونحن في بلد الأمن والاستقرار تتعاظم فيه مظاهر التنوع، والمطلوب منا هو تجاوز الاختلافات العرقية والدينية والثقافية لضمان التماسك الاجتماعي وتفادي النزاعات، ولهذا يعد تعزيز الحوار بين الثقافات مسؤولية تتقاسمها كل الأطراف المعنية بالأمر والمتواجدة فوق التراب الألماني؛ فمسؤوليتنا المشتركة تتمثل في بناء مجتمع بوسعنا أن نعيش فيه معا متساوين في الكرامة والحقوق بما أن السلام لا يتحقق إلا بالتفاهم والتسامح بين مكونات المجتمع التي أصبح المغاربة جزءا منها.
إن الكرامة الإنسانية للفرد هي أساس المجتمع، إلا أن الفرد ليس في حد ذاته فاعلا اجتماعيا متجانسا. فالاختيار الحر لكل فرد لثقافته أمر أساسي، ويمكن لكل شخص في آن واحد أو عبر مراحل مختلفة من حياته اختيار الانخراط في عدة أنظمة مرجعية ثقافية مختلفة، ما دامت تتوافق لمعتقداته وقيم دينه وقانون بلد إقامته.
وهكذا، فإن حوار الثقافات مهم في تدبير الانتماء الثقافي المتعدد وفي بيئة متعددة الثقافات، فهو يمثل آلية تمكن الشخص باستمرار من إيجاد توازن جديد للهوية يستجيب للتفتح والتجارب الجديدة ويضيف أبعاد جديدة للهوية دون فقدان جذوره. وقد عرف عن المغاربة في كل العصور الإيمان بالله وبالرسالات السماوية وقيمها فلا ينبغي أن ينساقوا وراء مذاهب عبثية تتنافى مع قيم تراثهم الثقافي والحضاري مهما فرض عليهم من قيم تتنافى مع قيمهم الأصلية، فإنهم سيرفضونها، ولا يتعاملون معها. فبفضل مجتمعاتهم المبنية على مبادئ التسامح تمكنوا من العيش في إطار التنوع دون خلق أخطار غير مقبولة تهدد التماسك الإجتماعي في بلد إقامتهم.

قائمة الموبايل