منذ الاستعدادات الأولية لانتخاب مجلس الاندماج بمدينة مونستر، ظهرت أول بوادر المنافسة غير الشريفة بين بعض القوائم المشاركة في التنافس من أجل كسب المناصب المهمة بمجلس الاندماج. مما دفع آنذاك إمام مسجد السلام، الدكتور طلال هادي، إلى توجيه نداء لأفراد الجالية العربية طالبهم فيه بضبط النفس وباستشعار أمانة الاختيار والتصويت على الشخص المناسب، والتجرد من كل الانتماءات لتحقيق الهدف أي اختيار الأصلح للبلد والمهاجرين بعيدا عن كل المصالح الذاتية الضيقة.
وللأسف فقد تنوعت الاتهامات بين هذه القائمة من الإسلاميين و تلك المدعومة من حزب البديل الشعبوي، والأخرى لا تتوفر على خبرة في العمل مع المهاجرين، وقائمة أخرى من قومية معينة الخ…
اختلفت الادعاءات والهدف واحد وهو الفوز برئاسة مجلس الاندماج بالمدينة حتى لو كان ذلك على أنقاض كل الصداقات القديمة والمبادئ الديمقراطية التي كان لزاما علينا كجاليات تعلمها من البلد الذي نعيش فيه.
أقيمت التحالفات وجاء اليوم الموعود وأجريت الانتخابات فأسفرت عن صعود وجوه جديدة لم يسبق لها أن عملت بمجلس الاندماج.
كانت أولوية الأحزاب الألمانية في هذه الانتخابات الدفع بالعنصر النسوي لتولي مراكز القرار بمجلس الاندماج. والمفاجئ للكثير من المشاركين هو أن القوائم التي فازت بنسب عالية لم يتم تمثيلها بالشكل المناسب، الأمر الذي نتج عنه خيبة أمل العديد من الأعضاء.
و بعد تهنئة الفائزة برئاسة المجلس السيدة ماريا ساليناس جاءت الانتقادات من كل حدب وصوب. هناك من يوجه الانتقادات للأحزاب الألمانية كونها وضعت الأشخاص المرغوب فيهم لانتماءاتهم السياسية لهذه الأحزاب في مناصب الرئاسة. وهناك من يتهم الأصدقاء الآخرين أنهم لم يمنحوهم أصواتهم مما أدى إلى خسارتهم بالانتخابات نتج على إثرها قطيعة بين الأصدقاء. وهناك من يدعي بأن الأحزاب لا تريد تمثيلا إسلاميا بمركز الاندماج… كلها أراء تقبل الأخذ والرد، لكن لابد من تقبل نتيجة الانتخابات حتى وإن لم ترق لنا. هذه هي الديمقراطية.
وعموما، لقد تركت الانتخابات الأخيرة شرخا كبيرا وعدم ثقة خاصة بين أفراد الجاليات المشاركة بالانتخابات، وأصبح معها تحقيق كل عمل مشترك بين رؤساء الجاليات من الصعب بمكان.
هناك بعض القوائم يشهد لها بأنها سبقت المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وهناك قوائم أخرى كان لها تصرف مغاير. ومن الواضح أنه لم تعطى الفرصة لكفاءات يشهد لها بمجلس الاندماج السابق. لكن هذه الكفاءات وللأسف الشديد لم تسلم من الاتهامات المغرضة للنيل منها وإبعادها من الظهور على الساحة السياسية، خاصة بعد أن حققت نجاحات على عدة أصعدة. كما لم تعطى الفرصة لعناصر جديدة كنا نأمل فيها كل الخير. فمن الطبيعي أن نختلف في الرأي والرؤى السياسية، لكن بمجرد الانتهاء من الانتخابات يجب أن تعود الأمور إلى نصابها، وأن لا نعادي بعضنا البعض خاصة وأن المناصب بمجلس الاندماج أغلبها (ما عدا الرئيس) أعمال تطوعية ولا يستفاد منها ماديا.