ديانات وعقائد بمونستر

In مونستر

في سنة 2005 بلغت نسبة المنتسبين للكنيسة الرومانية الكاثوليكية 55%، وكانت نسبة الإنجيليين 20.5%، و 3% آخرون كانوا ينتمون لكنيسة إنجيلية حرة. 3% من سكان مونستر مسلمون، و0.3% من اليهود.

المسيحية الكاثوليكية

القديس لودغر، مؤسس مونستر وأبرشيتها.
قُلد الفريزي «لودغر» مهام الأسقف في 30 آذار 805 بعد أن كان أسس الدير كمركز لنشر المسيحية بين السكسونيين والفريزيين. امتدت الأبرشية من نهر ليبه وعلى طول نهر الإمس إلى بلاد فريزيا بعد أن كانت تابعة لإقليم كولونيا الكنسي منذ عام 798. رُفعت مكانة الأبرشية بعد زوال إمارة سكسونيا سنة 1120 إلى مقام إمارة أبرشية ضمن الإمبراطورية الرومانية المقدسة. الحقت الإمارة الابرشية، التي كانت مكونة من إمارة عليا وأخرى دنيا، بفعل القرارات الإمبراطورية سنة 1803 ببروسيا البروتستانتية، بعد أن كانت أكبر إمارة أبرشية في الإمبراطورية. لكن تجذر الكاثوليكية فيها حال دون انتشار الإصلاحات البروتستانتية رغم التوسع الذي شهدته في الشمال الألماني. جرت في مونستر بداية من سنة 1524 أعمال عنف ضد الأديرة وألقيت وعظ تدعو للإصلاحات، إلا أن هذه الإصلاحات فشلت بفعل مقاومة كهنوت الكاتدرائية وجماعات الرهبان وقُضي على الحركة البروتستانتية بشكل شبه تام على يد الرهبان اليسوعيين بداية من سنة 1589 ضمن ما سمي بعملية إعادة الكثلكة. ونال الفشل أيضا محاولات إصلاحية صغيرة في القرن السابع عشر. ولكن بقيت المدينة تحتضن عددا من البروتستانت الذين كانوا يشكلون نقابات خاصة بهم، إلى أن طردوا جميعا بأمر من مجلس المدينة في سنة 1628. هكذا بقيت مونستر مركزا روحيا مهما للكاثولكية، الأمر الذي يبان على مظهر المدينة التي تحوي عددا كبيرا من الكنائس الكاثوليكية بالنسبة لمدينة بحجمها. أعيد رسم الأبرشية بحدودها الحالية سنة 1821. أسست سنة 1825 «ديونة مدينة مونستر» التي تتشكل اليوم من ديونات هيلتروب، لامبرت، ليبفراون، وموريس، وتضم كل رعيات المدينة تقريبا، عدا رعية كاتدرائية القديس بولس ورعية القديس بطرس اللتان لا تتبعان أي من الديونات الأربع.

المسيحية البروتستانتية

«سُمح» للبروتستانتيين بالسكن في مونستر بدءاً من القرن التاسع عشر. ويعكس حالهم كأقلية في المدينة، القول القديم المأثور بأنهم «إنجيليون، ولا يقودون الدراجات، وغرباء»، بسرد المحرمات المونسترية الثلاث. استطاع البروتستانتيون تأسيس أول رعية كنسية في سنة 1803، وقدر عدد اتباعها سنة 1817 بحوالي 534 فقط. أصبحت المدينة سنة 1816 مركزا للإدارة الكنسية (كنسيستوريوم) لعموم ولاية وستفاليا ضمن الكنيسة الإنجيلية في بروسيا. ارتفعت نسبة البروتستانتيين بمرور القرن التاسع عشر والقرن العشرين اثر انتقال العديد من الموظفين الحكوميين البروسيين إليها والذين كان أغلبهم إنجيليون. ثم ارتفعت النسبة بقوة في العقود التالية وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية وتدفق اللاجئين الإنجيليين المطرودين من المناطق الألمانية الشرقية كبروسيا الشرقية، بمرنيا الخلفية، وشليزيا السفلى. وبفعل المهاجرين المتأخرىن من عدة دول أوروبية شرقية وبالأخص الإتحاد السوفياتي وبولونيا والمجر. وأسست المزيد من الرعيات. نُظمت الرعيات الست والعشرون التابعة لمدينة مونستر في إطار دائرة كنائس مونستر وبعض الرعيات المجاورة. إلا أن مركز «الإدارة الكنسية لولاية وستفاليا» (منذ الأول من كانون الأول 1956: كنيسة وستفاليا الإنجيلية) انتقل سنة 1956 إلى بيلفلد حيث افتتحت الإدارة الجديدة في 26 نيسان 1956.

كنائس أخرى

تتواجد في مونستر إلى جانب الكنيستين الكبرتين، العديد من الكنائس الحرة منها: رعية إنجيلية حرة، الكنيسة المعمدانية، الكنيسة الانجيلية «الميثودية»، الكنيسة الكاثوليكية القديمة، رعيتيان لكنيسة القديسين الجديدة، أصدقاء يسوع، الكنيسة الانجيلية العالمية، وغيرهم من الرعيات الصغيرة.
الديانة اليهودية

كنيس مونستر القديم، دُمر عام 1938.
عاشت حسب كتب وقائع مدينة مونستر، منذ القرن الثاني عشر، جماعة يهودية في المدينة. ما يجعلها من أقدم الجماعات اليهودية في شمال غربي ألمانيا. كان مركز الحي اليهودي قائماً في المكان الذي يشغله اليوم بهو مبنى البلدية، في حين خصصت لليهود مقبرة في موقع ثانوية باولينوم الحالي. وتُعتبر شواهد بعض القبور المكتشفة سنة 1887 أثناء أعمال ترميم برج كنيسة لامبرت، والتي استخدمت هناك في بناء أحد الحيطان، من أقدم آثار الثقافة اليهودية في مونستر. وتحمل أقدم أجزاء بقيت منها التاريخ العبري 25 تموز 5084 الموافق 18 تموز 1324 حسب التقويم الميلادي الغريغورياني. وقع يهود مونستر ضحية مذابح مدبرة، متزامنة مع انتشار الموت الأسود في أوروبا حوالي سنة 1350. ودمرت المقبرة التابعة لهم، وهذا ما يُفسر تواجد شواهد القبور في حيطان كنيسة لامبرت.
أعاد الأسقف الأمير «فرانس فون فالدك» اليهود إلى مونستر بعد انتصاره على مجددي العماد في سنة 1535. لكنهم طردوا منها سنة 1553 بعد أن استعادت الحقوق الحضرية وسمحت بإنشاء النقابات التي رأت في اليهود منافسين تقليديين لها. وكان اليهود قد فقدوا بوفاة الأسقف الجهة الحامية لهم في مونستر. بعد ذلك لم يعد هنالك تواجد يهودي دائم في مونستر لغاية القرن التاسع عشر. عدا السماح بتواجد مؤقت محدود.
ترجع المؤشرات بداية عودة اليهودية لمونستر إلى بداية القرن التاسع عشر. وفي سنة 1811 أنشأت مقبرة يهودية جديدة في المدينة. في سنة 1828 أسس الإصلاحي اليهودي «ألكسندر هايندورف» عبر جمعية ماركس هايندورف الخيرية مدرسة ابتدائية يهودية. وفي سنة 1830 أنشئ أول كنيس منذ العصور الوسطى، لكنه ضاق بالرعية التي أصبح عددها سنة 1870 يقارب الأربعمائة عضو. افتتح الكنيس الجديد الضخم في 27 و28 آب 1880. وأراد اليهود عبره «بناء معبد يلائم مكانة العاصمة الوستفالية ويكون صرحا يزينها».كما أراد اليهود لفت الاهتمام إليهم من طرف الدوائر المدنية والمواطنين. إلا أن رئيس البلدية ورئيس حكومة الولاية لم يحضروا الافتتاح، ولم تخصص الصحافة المحلية له سوى خبر صغير من أربع أسطر.
جرت في مونستر كما في سائر أنحاء ألمانيا أعمال عنف ومذابح منظمة ضد اليهود في ليل البلور إبان الحكم النازي، وطُرد وقُتل العديد من أبناء الطائفة، مما أدى لتقلص نسبة اليهود من سكان المدينة بشكل كبير. في فجر العاشر من تشرين الثاني 1938 أحرق الكنيس ودُمر تماما، لكن أعيد بناءه في سنة 1961، وافتتح في الثاني عشر من آذار من تلك السنة. نقل 299 شخصا من أصل 708 من الطائفة اليهودية كانوا يقطنون مونستر سنة 1933 إلى معسكرات الاعتقال، ونجى منهم 24 فقط. 280 تمكنوا من مغادرة المدينة والهجرة إلى الخارج، وأقدم سبعة على الانتحار في حين تمكن أربعة من الإفلات من النازيين، مختبئين في مونستر. وبعد أن توفي 77 شخصا وفاة طبيعية في تلك الفترة، بقي 42 يهوديا مجهولي المصير. تشهد الطائفة اليهودية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تزايدا في عدد أعضائها، وخاصة بعد تدفق المهاجرين اليهود من الإتحاد السوفياتي السابق. يبلغ عدد اليهود حاليا في مونستر 800 شخص تقريبا.
الديانة الإسلامية

تتكون الجالية المسلمة في مونستر بمعظمها من مهاجرين وأبناءهم يشكلون جماعات صغيرة متفرقة تنتمي غالبا للمدارس السنية. ولا يعكس التواجد الإسلامي نفسه على صورة المدينة بشكل واضح نظرا لانخفاض نسبة الأجانب في مونستر مقارنة مع باقي المناطق الحضرية الألمانية. ولا يوجد مسجد كبير في وسط المدينة التاريخية، بل تتوزع عدة مصليات في الأحياء القريبة من الوسط كما يوجد مسجد بمبنى مستقل في هيلتروب.

مركز الإمام المهدي ع

فقد افتتح في آب من سنة 2003 في ضاحية هيلتروب «بيت المؤمن» كأول وأكبر مسجد في مونستر بحفل حضرته شخصيات عدة من السياسة الكنيسة إضافة إلى مواطنين من المدينة. يقع المسجد الذي بني بمبادرة من فرقة الأحمدية في المنطقة الصناعية من هيلتروب، وساهمت الجالية الإسلامية في المدينة بتبرعات لإنشائه.

مسجد السلام

وضع في 6 كانون الثاني 2009 حجر الأساس لتوسعة مصلى تابع للجمعية التركية الإسلامية في ساحة بريمن بجوار محطة القطارات المركزية وتحويله إلى مسجد متكامل. وسيكون المسجد لدى الانتهاء من أعمال البناء فيه، أقرب مسجد إلى قلب المدينة. وسيكون أول مسجد في ألمانيا مؤهل لاستقبال الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة عبر مصعد ينقل المصلين من المدخل إلى قاعة الصلاة. وسيحصل المسجد على قبة ومأذنة رمزية ستغطي المصعد. تقدر تكاليف التوسعة بحوالي 400 ألف يورو ستُغطى عن طريق تبرعات الأشخاص والقروض.

مسجد الرحمان

تتنظم الجالية العربية المسلمة في المدينة في إطار جمعية إسلامية تأسست في بداية ستينات القرن العشرين على أيدي طلبة مسلمين قدموا من عدة بلاد إسلامية للدراسة في جامعة مونستر وحصلوا
على إذن إدارة الجامعة باستخدام غرفة صغيرة كمصلى لهم.

مسجد بيت المؤمن

ومع ازدياد عدد المسلمين في مونستر أسست جمعية مونستر
الإسلامية كجمعية تهتم بشئون الجالية الإسلامية في مونستر وضواحيها. وفي سنة 2001 قامت الجمعية بشراء مكان ثابت ليصبح مقراً للجمعية ومسجدا اطلق عليه اسم «مسجد الرحمن».

مسجد الرحمان

ولتقريب المساجد من الجالية الاسلامية تم إنشاء مسجدين آخرين وسط المدينة. مسجد التوبة الذي يقع قرب الميناء ومسجد السلام الذي تم انشاءه حديثا قرب ملعب كرة القدم برويسن شطاديون.
كذلك هنالك في مونستر جالية شيعية من العراق, لبنان,باكستان,أفغانستان وإيران، تتخذ مركز الإمام المهدي (ع س) المتواجد بضاحية هلتروب مقرا لها.
إضافة إلى أعضاء من فرق صوفية عدة، كالطريقة البرهانية التي يتألف جميع أعضاؤها تقريبا من ألمان مسلمين.

أديان أخرى ولادينيون

تبقى نسبة المؤمنين بأديان أخرى منخفضة في مونستر. مع تواجد لطائفة البهائيين والبوذيين والهندوس.
ارتفعت نسبة اللادينيين في مونستر بعد أن كانت في الماضي متدنية جدا، وذلك نتيجة ظاهرة الخروج من الكنيسة منذ عام 1990 وقدوم أعداد من المهاجرين من مناطق جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة.

مسجد التوبة

أضف تعليق:

بريدك الإلكتروني لن يتم نشره

قائمة الموبايل