ظاهرة العنف عند الاطفال في المدارس

In أسرة, تعليم

العنف هو نوع من أنواع السلوك الفردي المكتسب يتخذه الفرد لدوافع شتى ناتجة إما عن الأسرة أو المدرسة أو الأصدقاء أو البيئة التي يعيش فيها  والتي تؤثر بشكل مباشر في سلوكه. والعنف أنواع: عنف جسدي
وعنف شفهي و عنف ضد الأشياء
(التخريب). هذه الأنواع من العنف تؤدي إلي ارتكاب المخالفات  ضد النظم وعدم احترام القوانين المدرسية مما ينتج عنه الخروج عن طاعة المعلم ورفض تنفيذ أوامره أو تحطيم أثاث المدرسة
و إتلافها هذه الحالات جميعها تدل على خلل في السلوك لدى الطفل. وتؤثر سلبيا على مستوى التحصيل.
وبعد إجراء العديد من الحوارات الشفوية مع الأطفال تبين لي أنهم يشاهدون ألعابا على جهاز الكمبيوتر تفوق مستوى قدراتهم العقلية وهي ألعاب فيها مشاهد مخصصة لفئات عمرية عليا لا تتناسب أعمارهم وما يؤكد ذلك أن مجموعة الألفاظ والعبارات التي يكررها الأطفال بعد مشاهدة تلك الألعاب تتسم بالرعب والعدوانية.
ولا يتوقف الأمر على ذلك فتلك المشاهدات فيها إهانة للعنصر البشري و الأمر المستغرب أن تلك الألعاب لا يمارسونها في البيت وحدهم وهذا يعني أنهم يشاهدونها بطرق أخرى كأن يشاهدونها  بمعيّة أحد أفراد الأسرة أو الأقارب أو الزيارات المتبادلة بين العائلات وهذا ينعكس سلباً على الأطفال لأنهم يحاولون في الواقع  أن يقلدوا مشاهد تلك الألعاب مع أصدقائهم.  ومن هنا فإنني لا أملك الحَجْرَ على سلوك الكبار أو التدخل في شؤونهم وكيفية تربية أبنائهم  ولكن من واقع عملي كمعلم  وانطلاقا من حرصي المطلق على مصلحة الأطفال فإني أبدي كامل قلقي عليهم, لأن مجرد تطبيق تلك الألعاب من شأنها أن تصبح سلوكا  مكتسباً لدى الطفل ويُمارس في محيط الطفل الاجتماعي وفي أوقاته ومن ألمكن أن تظهر هذه المشاهد في نومهم مما يسبب لهم الخوف والفزع.
وبناء على ذلك أعتقد أننا نتحمل مسؤولية كبيرة فيما يتعلق بالألعاب التي يشاهدها الأطفال في العصر الحالي في وسائل الإعلام المتعددة
فلابد أن تكون لنا رقابة لذالك فإنني أؤمل فيكم أن تكونوا متيقّظين لكل ما يتابعه الأطفال أثناء يومهم وأرجوا أن تصححوا سلوكياتهم الخاطئة حال تنبهكم لها. فعليكم استجواب أبناءكم دائماَ عن الألعاب التي مارسوها أو شاهدوها طوال اليوم,ومعرفة الأماكن التي يتواجدون فيها, لأننا نحن الكبار نجهل  محتوى الألعاب التي يراها أو يمارسها الأطفال وبعد إجراء الحوار معهم  ومعرفة تلك الألعاب عليكم الاطلاع على محتوياتها  فان كانت سلبية فعليكم تنبيههم بأسلوب حكيم إيجابي و إقناعهم بخطورة تلك الألعاب وأنها لا تناسب أعمارهم وإبعادهم عن تلك الألعاب بأي طريقة كانت.
و بطبيعة الحال لابد أن يكون هناك تعاون مكثف بين الأسرة و المدرسة وفي حالة  ملاحظة أي سلوك لفظي أو فعلي خاطئ من أبنائكم في المدرسة يجب إخباركم به, وسبب تركيزنا على هذا الموضوع ينطلق من إيماننا بضرورة بناء جيل مثقف واع قادر على تحمل المسؤولية  وخلو المجتمع في المستقبل من كل مظاهر العنف التي من الممكن أن تهدد المجتمع بأكمله فنصبح وكأننا في غابة يأكل فيها القوي الضعيف.
ومن هنا فلا بد أن تتضافر الجهود ونربي أبناءنا على التخلي عن العنف و يسود المجتمع الإنسانية والتعاون و التآخي  وروح المحبة و التعاشر والاهتمام الاجتماعي.

وأخيرا أرجوا منكم مراقبة  تطور أطفالكم و الاعتناء  بمراحلهم العمرية المختلفة وعند انتقالهم من سن لأخرى.

نورالدين بلوح

Bild: Liam-Richards

 

أضف تعليق:

بريدك الإلكتروني لن يتم نشره

قائمة الموبايل