نصائح رفيق الشامي

In إندماج

السيد شامي
لقد غادرت سوريا في السبعينيات وهاجرت الي المانيا فاخبرنا ما الذي نأمله وننتظره من المهاجرين واللاجئين الذين يريدون العيش في مجتمعنا؟

رفيق شامي:
آمل وأنتظر في هذا الوقت الحرج المساعدة من كل شخص خاصة ممن يُسَمي نفسه مثقف – وأول ما علينا فعله هو استعادة تملك هذا النقاش والحوار وعدم تركه للديماغوجيين واعداء الإنسان. يمكن لهذه النقاط العشرة ان تؤدي خدمة كبيرة لنشاط المتطوعين لمساعدة وحماية اللاجئين مهما كانت جنسيتهم. والرأي في هذه النقاط مركز ومختصر جداً لا مكان فيه للثرثرة والسطحية واخذ الخواطر بنفاق. لأن هدفه حماية اللاجئين وتحسين علاقتهم بمحيطهم الألماني.

1. ان الوقت قد حان هنا في المانيا للتفكير والنقاش بكل حريه وبدون خوف وتحريم، وهو ما لم يستطعه اللاجئون من قبل في بلادهم الديكتاتورية. بعض هذه الأسئلة التي تدفع الرؤية النقدية قدماً هي: ما هي الاسباب التي ادت الى الوصول لهذه المصيبة الكارثية؟ لنبدأ بتأثير القبيلة والقبلية واحتكار ثروات البلاد كالبترول مثلا من اشخاص قلائل بينما تغوص شعوب المنطقة في البؤس والشقاء، وكذلك الديكتاتورية التي تحكم البلاد كعصابة مافياوية واخيراً وليس آخراً خلط الدين بالسياسة.

2. يجب ان يعلم اللاجئون انهم حضروا الي بلد مسيحية التراث والدين وهى البلد التي حضنتهم وانهم لا في القريب او البعيد سيغيروا هذا الكيان – ولكن في هذا البلد امكانيات هائلة لتطوير مقدراتهم وتأهيلهم للإنخراط في بناء المدنية. ومقدمة لهذا النشاط عليهم تعلم لغة هذه البلد بجدية.

3. من المهم ان يعلم المهاجرون واللاجئون ان مساواة المرأة بالرجل تم في هذا البلد بعد قرون من الكفاح. وتضمن قوانين البلاد هذه المساواة. وأن عدم المساواة بين المرأة والرجل يشل نصف المجتمع العربي الإسلامي.

4. ان الدول العربيه الغنية قد تركت اللاجئين لوحدهم دون رحمة في هذه المحنة – وهذه الدول تدعي انها تدافع عن الاسلام وتتصرف على ارض الواقع ضد القرآن ورسوله. ولو قامت هذه الدول بمساعدة اللاجئين لما احتاجوا لتعريض انفسهم لخطر ومذلة البحث عن ملجأ في أوروبا.

5. نحن نعلم جميعاً ان الضيف في العالم العربي الاسلامي يعتبر كأسير نبيل لمضيفه – اما المجتمع هنا فانه يحافظ علي كرامة مواطنيه وكذلك كرامة الاجنبي مهاجراً كان ام لاجئ، لذلك فاللاجئون ليسوا اسرى مضيفيهم الألمان، لكنهم ضيوف بحقوق محدودة ينص عليها قانون البلاد. يقول لقمان الحكيم. لا ترمي حجراً في بئر شربت منها.

6. لا يكون شكر وإمتنان اللاجئ بذل نفسه وتملقه للألمان علناً والسخرية منهم بشكل عنصري في سريرته وبين اصحابه، فهذا الطبع مرضي يشبه انفصام الشخصية انتجته عقود العبودية تحت ديكتاتورية وحشية. الشكر الكريم يعبرعنه اجمل تعبير احترام وتقديرالمتطوعين الذين يضحون بوقتهم وطاقتهم لمساعدة اللاجئين مساعدة فعالة لأنهم خبيرين بوطنهم، وهم الضمان الوحيد لللاجئين ضد العنصريين.

7. المجتمع الالمانى مجتمع ديمقراطى يضمن قانونه الحرية لشعبه. وقد يبدو لمراقب غريب وكأنه ضعيف ولكن الشعب الالماني قادر دائما وعبر قوانينه ودقة تنظيم مؤسساته على الدفاع بحزم عن نفسه – وعلى المهاجرين واللاجئين ألا يستمعوا الى اي شخص نذل مجرم يشجعهم علي ارتكاب اي جريمة مهما كانت صغيرة. فليس امتناع الجيش والشرطة عن اذلال الشعب بحضورمتعالي مدجج بالأسلحة في الشوارع بمناسبة وبغير مناسبة معناه غياب للقانون.

8. يسود في هذا البلد قانون واحد فقط وهو دستور الدولة الالمانية – اما قانون القبيلة (ما يسمى حكم العادات والأعراف القبلية) اوما يسمى قانون الشرف ( لحماية القتلة الذين يدعون ارتكاب جريمة لغسل العارالذي لحق شرفهم والضحية دوماً هي المرأة) او احكام الشريعة الإسلامية فهذه كلها لا تتمتع بصلاحية وليس لها مكان في المانيا وان كان هناك من يخبر المهاجرين واللاجئين بغير ذلك فهو يبغي ضررهم.

9. ان الإدعاء بغياب المثلية الجنسية في البلدان العربية والإسلامية هو نفاق رخيص. التزمت والكبت والكذب على النفس يحول المثلية الجنسية هناك لجريمة، لذلك يخشى مئات آلاف المثليين الجنسيين العرب والمسلمين العقاب لا بل الموت. هنا في المانيا كافح المثليون، نساء كانو ام رجال كفاحاً طويلاً ليحصلوا قانونياً واجتماعياً على المساواة كاملة.

10. كل صديق يحترم اللاجئين ينصحهم ان يشاركوا في الحياة بكل جدية وان لا يتحولوا مع الزمن لمتفرجين مشلولين، ينصحهم بأن يكافحوا مع كل اقوى الديمقراطية لكي تزول اسباب تشريدهم من بلادهم.

.

.

.

أضف تعليق:

بريدك الإلكتروني لن يتم نشره

قائمة الموبايل